تفكر إدارة ترامب في صفقة كبيرة تسمح لدولة الإمارات العربية المتحدة باستيراد أكثر من مليون من شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة المصنعة بواسطة شركة نفيديا، مما يسمح بنحو 500, 000 شريحة عالية الجودة سنويًا حتى عام 2027. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في المنطقة، ودعم المبادرات الحكومية والخاصة على حدٍ سواء. وسيتوجه حوالي 20% من هذه الشرائح (حوالي 200, 000 شريحة سنويًا) إلى شركة Group 42 (G42)، وهي شركة إماراتية رائدة في مشاريع الذكاء الاصطناعي وتحظى بدعم الحكومة. أما الباقي، أي حوالي 80% (حوالي 400, 000 شريحة سنويًا)، فسيتم تزويد شركات أمريكية تقوم بإنشاء مراكز بيانات في الشرق الأوسط، وذلك لتعزيز البنية التحتية التكنولوجية والشراكات بين الشركات الأمريكية والسوق الإماراتي. تعكس هذه الصفقة جهدًا أوسع للولايات المتحدة للسيطرة على المجالات التقنية الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات، من خلال دعم الشركات الأمريكية في الخارج ونقل مكونات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الحلفاء، مما يعزز الابتكار ويحتفظ بالمزايا الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي يعبّرون عن مخاوف من أن الصين قد تصل بشكل غير مباشر إلى التكنولوجيا الأمريكية المتطورة عبر وسطاء مثل الإمارات. وبما أن الإمارات تربطها علاقات مع الصين ودول أخرى، هناك قلق من احتمال أن تُنقل تقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة، عن قصد أو عن غير قصد، إلى خصوم جيوسياسيين، مما يهدد أمن الولايات المتحدة وتنافسيتها. تأتي هذه المخاوف في ظل المساعي الأمريكية المستمرة للحد من وصول الصين إلى تقنيات حيوية، بما في ذلك أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، التي تعد أساسية للأمن الوطني والقوة الاقتصادية. ويُعد احتمال أن تتجاوز الصين القيود عبر دول وسيطة مسألة استراتيجية مهمة. ردًا على ذلك، يخطط المسؤولون الأمريكيون لإجراء تقييمات دقيقة وفرض قوانين صارمة لضمان استخدام شرائح نفيديا للذكاء الاصطناعي بشكل مقصود فقط.

ومن الممكن أن تتضمن الإجراءات فرض رقابة أكثر صرامة على التصدير، ومراقبة الاستخدام النهائي، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لتطبيق قواعد تبادل التكنولوجيا. تسلط هذه الصفقة المحتملة الضوء على التوازن الدقيق بين دفع الابتكار التكنولوجي وحماية الأمن القومي. فهي تدعم توسع الشركات الأمريكية عالمياً وتقوي العلاقات مع حليف خليجي، لكنها تحمل في طياتها مخاطر نقل غير مقصود لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى المنافسين. ويُظهر هذا السيناريو تعقيدات الدبلوماسية التكنولوجية الحديثة، حيث تتشابك العوامل الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية بشكل عميق. ومع تزايد دور الذكاء الاصطناعي في المجالات الاقتصادية والعسكرية، يبقى إدارة تدفقات التكنولوجيا تحديًا رئيسيًا للسياسة. ومن المتوقع أن تدور مناقشات في الكونغرس والصناعة وبين ال Pernservice السلطة التنفيذية حول تحقيق توازن بين هذه الأولويات. فمن المرجح أن تتضمن القرارات النهائية تدخل وكالات مثل وزارة التجارة والدفاع الاستخبارات لضمان الحفاظ على ريادة الولايات المتحدة في التكنولوجيا وأمنها. بشكل عام، فإن تصدير أكثر من مليون من شرائح نفيديا للذكاء الاصطناعي إلى الإمارات يمثل خطوة مهمة نحو التعاون الدولي وتوسيع نطاق تقنية الذكاء الاصطناعي الأمريكية، لكنه يبرز التحديات المستمرة في إدارة تصدير التكنولوجيا المتقدمة في ظل مشهد جيوسياسي معقد. وستكون لنتائج هذه القرارات تبعات دائمة على سياسات الولايات المتحدة التقنية وشراكاتها الإستراتيجية الدولية.