نمو جيل جديد في ظل تصاعد الذكاء الاصطناعي، وتشير المؤشرات المبكرة لتأثيره إلى ملامح مثيرة للقلق. أجرت منظمة OnSide، وهي جمعية خيرية بريطانية للشباب، دراسة استقصائية شملت 5035 شابًا تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عامًا في تقريرها السنوي "تقرير العزلة الأجيال"، الذي يتناول كيفية قضا الشباب أوقات فراغهم. وكشفت النتائج عن واقع مقلق. أظهرت الدراسة أن اثنين من كل خمسة مراهقين يلتمسون النصيحة أو الصحبة أو الدعم من الذكاء الاصطناعي، حيث قال 20% منهم إنهم يجدون الحديث مع الذكاء الاصطناعي أسهل من التواصل مع شخص حقيقي. وقال جيمي مرتب، المدير التنفيذي لمنظمة OnSide، في التقرير: "الدعم عبر الذكاء الاصطناعي فوري، لكنه لا يمكن أن يحل محل الثقة والتعاطف والتفاهم الذي نجده في المحادثات البشرية. " أكثر من نصف المستجيبين أفادوا بأنهم يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على إرشادات حول مسائل مثل الملابس، والصداقة، والصحة النفسية، أو إدارة العواطف مثل الحزن والتوتر. بالإضافة إلى ذلك، قال واحد من كل عشرة إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي ببساطة لأنهم يريدون شخصًا يتحدث إليهم. وتسلط الدراسة الضوء على جيل يعاني من الوحدة والوصول غير المحدود إلى التكنولوجيا التي تسبب الإدمان. وفقًا للأبحاث، يقضي 76% من الشباب معظم أوقات فراغهم أمام الشاشات، و34% منهم يصرحون بأنهم يشعرون بمستويات عالية جدًا أو عالية جدًا من الوحدة. لا تزال الذكاء الاصطناعي، التي تظل غير منظمة إلى حد كبير وفي مرحلة الغرب المتوحش، من بين التقنيات التي يعتمد عليها الشباب الوحيدون بشكل متزايد لصُحبة سريعة ونصائح عاجلة. وقال ماسراف: "من الواضح أن المشكلات المترابطة للوحدة والإدمان الرقمي والعزلة متجذرة بعمق في حياة الشباب، مما يثير أسئلة مهمة حول معنى النمو في هذه الظروف. " مع تزايد اندماج الذكاء الاصطناعي في حياة المراهقين اليومية، تتزايد المخاوف. لقد ثبت أن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مُدمرة لبعض البالغين الذين نضجت أدمغتهم، مما يثير مخاوف من تأثير أكبر على الأطفال الذين لا يزال تطور قشرتهم الجبهية غير مكتمل. ودعت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين لجنة التجارة الفيدرالية إلى تنظيم روبوتات الدردشة التابعة للذكاء الاصطناعي التي تعمل كمعالجين غير مرخصين.

في منشور على مدونة في مارس، حذرت الجمعية من أن روبوتات الدردشة النفسية قد تشكل مخاطر على المستخدمين، خاصة "الفئات الضعيفة مثل الأطفال والمراهقين الذين يفتقرون إلى الخبرة لتقييم هذه المخاطر بشكل صحيح. " وفي بعض الحالات المأساوية، تقارير تفيد بأنها أدت إلى الوفاة. قدمت عائتان شكاوى ضد شركتي Character. AI و OpenAI، بتهمة أن روبوتات الدردشة التابعة لهما أثرت وساندت في انتحار أبنائهم، حيث يُقال إن ChatGPT من OpenAI ساعدت مراهقًا يبلغ من العمر 16 عامًا على التخطيط لانتحاره ونصيحته بعدم إبلاغ والديه. كما يحقق تحقيق في عدة روبوتات دردشة أخرى بسبب تورطها في محادثات جنسية مع أطفال. في وقت سابق من هذا العام، وُجهت انتقادات لتمت شركة Meta بعد تسريب وثيقة داخلية كشفت أن الشركة سمحت لأدواتها من الذكاء الاصطناعي بإجراء محادثات "حسية" مع قصر. وفي الشهر الماضي، قدم الكونغرس مشروع قانون بموافقة حزبية مشتركة، يُعرف بـ "قانون GUARD"، بهدف فرض التحقق من عمر المستخدمين وإحالة من هم دون 18 عامًا. وقال السيناتور جوش هاولي، الذي وشارك في تقديم المشروع مع السيناتور ريتشارد بلومنتال: "تشكل روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي تهديدًا جديًا لأطفالنا". وأضاف: "أكثر من سبعين في المئة من الأطفال الأمريكيين يستخدامون الآن هذه المنتجات من الذكاء الاصطناعي. " ومع ذلك، حتى وإن تم إقرار القانون، فإن فاعليته لا تزال محل شك. تواجه طرق التحقق من العمر والقيود التي تستخدمها منصات التواصل الاجتماعي صعوبة في حماية الأطفال من الآثار الضارة للإنترنت.