أبرز استطلاع حديث أجرته شركة أومنيسند وشمل 1026 مستجيبًا من الولايات المتحدة مواقف المستهلكين تجاه الاستخدام المتزايد لمساعدي الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية. تظهر النتائج أنه على الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر تكاملًا في التسوق عبر الإنترنت، إلا أن معظم المستهلكين لا زالوا يفضلون اتخاذ قرارات الشراء بأنفسهم بدل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وتحديدًا، فضل 66% من المشاركين الحفاظ على السيطرة على مشترياتهم، مؤكدين رغبتهم في خيار شخصي خلال عملية الشراء. في حين أن حوالي 34% فقط كانوا منفتحين على السماح للذكاء الاصطناعي بإتمام عمليات الشراء نيابة عنهم. يعكس هذا الانقسام موقف الحذر الذي يتخذ الكثير من المتسوقين تجاه الاعتماد الكامل على الأتمتة في معاملات التجارة الإلكترونية. رغم هذه التحفظات، يعترف العديد من المستهلكين بالمزايا المحتملة التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، قام 38% منهم بتقدير التوصيات الشخصية للمنتجات التي تقدمها أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال تخصيص الاقتراحات بناءً على التفضيلات والسلوك السابق للفرد. بالإضافة إلى ذلك، قدر 31% من المستهلكين سرعة تجارب التسوق التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، مثل نتائج البحث الأسرع وعمليات الدفع المبسطة. ومع ذلك، لا تزال المخاوف المستمرة بشأن خصوصية البيانات والثقة تؤثر على وجهات نظر المستهلكين تجاه الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية. أكثر من نصف المستجيبين أعربوا عن مخاوفهم من سوء استخدام أو سوء إدارة بياناتهم الشخصية من قبل الشركات التي تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي.

علاوة على ذلك، أعرب 28% عن عدم ثقتهم بشكل مطلق في ممارسات الشركات في التعامل مع البيانات، مما يدل على فجوة ثقة كبيرة يجب على تجار التجزئة معالجتها. إضافة إلى مسائل الخصوصية، يواجه المستخدمون في كثير من الأحيان إحباطًا ناتجًا عن أداء الذكاء الاصطناعي. أبلغ العديد منهم عن تلقي توصيات خاطئة للمنتجات، وتعرضوا لتجارب غير مرضية مع روبوتات الدردشة المصممة لخدمة العملاء. مثل هذه التجارب السلبية قد تقلل من القيمَة المدركة لأدوات الذكاء الاصطناعي وتزيد من الشكوك حول استخدامها. وفي ظل هذه التحديات، أشار تقريبًا نصف المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع إلى تفضيل تحسين جودة الخدمة بدلًا من مزيد من الأتمتة. وهذا يدل على أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين التسوق عبر الإنترنت، لكنه ينبغي أن يكون داعمًا وليس بديلًا للعناصر البشرية في تجارب العملاء. استنادًا إلى هذه البيانات، يوصي الخبراء بأن يركز تجار التجزئة على الشفافية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات. من المهم الحفاظ على سيطرة العملاء على قرارات الشراء والتواصل بشكل واضح عن الفوائد التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي لبناء ثقة المستهلكين. من خلال معالجة مخاوف الخصوصية وضمان أن يقدم الذكاء الاصطناعي مساعدة دقيقة ومفيدة، يمكن للأعمال التجارية في مجال التجارة الإلكترونية سد فجوة الثقة وتشجيع التفاعلات الإيجابية مع العملاء. يسلط هذا الاستطلاع الضوء على التوازن الدقيق الذي يتعين على تجار التجزئة في المجال الإلكتروني تحقيقه عند دمج الذكاء الاصطناعي في منصاتهم. إن إعطاء الأولوية لإدارة البيانات بشكل أخلاقي، واحترام استقلالية المستهلكين، وتحسين جودة خدمات الذكاء الاصطناعي أمر أساسي لزيادة قبول المساعدين الذكيين في التسوق الرقمي. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن استمرار التواصل مع المستهلكين والالتزام بالشفافية سيظل مفتاحًا لمستقبل التجارة الإلكترونية.