يبرز هذا الاستطلاع حول المديرين، رغم أنه تقرير قصصي، حدود وإمكانات الذكاء الاصطناعي في دعم مجالس الإدارة. ففي حين أن استخدام الذكاء الاصطناعي لجمع المعلومات وتحليلها لا يزال غير منتشر بشكل واسع بين المجالس، إلا أن الاتجاه يتزايد مع انتشار الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد داخل المنظمات بدءًا من المستويات الأولى وحتى القيادة التنفيذية. يمتلك الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتحويل العمليات التنظيمية بشكل جذري. فقد أظهر استطلاع حديث لمؤسسة ماكنزي أن حوالي 80٪ من الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي في سير العمل، وعمليات الأعمال، وتحليل البيانات. كما تخصص المجالس وقتًا متزايدًا لمناقشات الذكاء الاصطناعي، حيث يشارك أكثر من 62٪ من المديرين في محادثات كاملة عن سياسات الذكاء الاصطناعي داخل شركاتهم. السؤال الرئيسي هو كيف يمكن لأعضاء المجلس الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بكفاءة وأخلاقية. كعضو مجلس ذو خبرة وسابق رئيس تنفيذي لشركة رعاية صحية بقيمة 12 مليار دولار، أظل متفائلًا بقدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز حل المشكلات واتخاذ القرارات. وينبغي أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي ليس كبديل للحكم البشري، بل كأداة تدعم اتخاذ قرارات أكثر وعيًا من قبل كل من المجالس والإدارة. عند تعزيز أنشطة المجلس، يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين الأعضاء من أن يكونوا على دراية أفضل وأكثر مشاركة عند مناقشة التحديات، والاستراتيجية، والعمليات مع الإدارة. من الفوائد الكبرى هو تعزيز "حزمة المجلس" التي تلخص أداء الشركة، والتحديات التنافسية، والاندماجات المحتملة. يعتمد الأعضاء على هذه المعلومات للتحضير للاجتماعات، لكن البيانات يتم تصفيتها من قبل الإدارة لتحقيق توازن بين التفاصيل وعمق النقاش. التواصل المفتوح والشفاف، وتوفير قدر كافٍ من المعلومات لإجراء حوار فعال دون إرباك الأعضاء، أمر ضروري لبناء الثقة بين المجالس والإدارة. كما قال لي أحد الأعضاء السابقين عند تعييني رئيسًا تنفيذيًا لشركة باكستر إنترناشيونال: "لا تفاجئني أبدًا يا هاري. لا أريد أن أسمع أخبار باكستر على الراديو قبل أن أسمع عنها بنفسي. " ومع ذلك، لا يمكن توقع من الإدارة أن تقوم بتعليم الأعضاء بشكل شامل حول كل قضية اقتصادية أو جيوسياسية أو تشغيلية تؤثر على الشركة.

وهناك ميل فطري لدى الإدارة للتأكيد على التطورات الإيجابية على حساب المشكلات الكبرى. ففي بيئة اليوم المعقدة، يجب أن يتحمل المجالس مسؤولية أكبر في التعليم الذاتي لتطوير رؤية متوازنة، وهو أمر حاسم للقيادة التي تعتمد على القيم. وهنا، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي من الجيل القادم أن تكون ذات قيمة لا تقدر بثمن. على سبيل المثال، يمكن لشركة تفكر في آثار الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية وإمكانية نقل الإنتاج إلى جنوب شرق آسيا، أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لجمع معلومات حديثة بسرعة عن تغييرات الرسوم والمفاوضات التجارية. ومع بضع نقرات، يمكن لأعضاء المجلس أن يتعرفوا أيضًا على كيفية تأثر القطاعات الأخرى وما القرارات التي يتخذونها. لكن العنصر البشري لا يزال عنصراً حاسمًا. كما أوضح موهان سونهني من كلية كيلوج لإدارة الأعمال في نورث وسترن، على الرغم من أن تقنية الذكاء الاصطناعي سهلة التعامل نسبيًا، إلا أن "الجزء البشري هو الذي تحتاج فعلاً إلى التركيز عليه، لأنه إذا لم تفكر في البشر، فلن تفكر فيك الآلات. " غالبًا ما يحتاج أعضاء المجلس إلى تعليم موسع ليصبحوا مرتاحين لاستخدام الذكاء الاصطناعي. فمتوسط عمر أعضاء مجلس إدارة مؤشر S&P 500 هو 63 عامًا، ويستمر العديد منهم في الخدمة حتى السبعينات، مما يعني أن معظمهم ليسوا من المتعاملين الرقميين بالفطرة. علاوة على ذلك، كما يعرف أي مستخدم للذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن جودة الاستجابات تعتمد بشكل كبير على كيفية صياغة الأسئلة. ويتطلب ذلك أكثر من جلسة تعريفية سريعة؛ إذ يحتاج الأعضاء إلى تدريب مستمر على الاستخدام العملي والمخاطر الأخلاقية، مثل تجنب الكشف عن المعلومات السرية عند طرح أسئلة على الذكاء الاصطناعي. مع تطور بيئات الأعمال، يجب على الشركات والمجالس أن تتكيف وفقًا لذلك. من خلال اعتماد وإتقان أدوات مثل الذكاء الاصطناعي، يمكن للأعضاء أن يوفوا بواجباتهم الائتمانية بشكل أفضل ويخدموا مصالح المساهمين بشكل فعال. وتعبّر آراء الكاتب في هذا التعليق على Fortune. com فقط عن رأيه الشخصي ولا تمثل بالضرورة آراء مجلة Fortune.