يان لكون، رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلن يوم الأربعاء أنه سيترك منصبه كعالم رئيسي للذكاء الاصطناعي في شركة ميتا مع نهاية العام، مما يمثل نهاية حقبة مهمة في بحوث الذكاء الاصطناعي. لقد قاد لكون مبادرات ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي لعدة سنوات، وبعد رحيله، يعتزم تأسيس شركة ناشئة تركز على تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم. تتمحور رؤيته حول إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي تفهم العالم المادي بشكل أعمق، وتتمتع بذاكرة دائمة وقدرات تفكير معقدة—مكسّرات قد تغير تقنيات حياتنا اليومية ومستقبل التكنولوجيا. يأتي إعلان لكون بعد أكثر من عقد من الإنجازات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ساعد في تشكيل أبحاث الذكاء الاصطناعي الحديثة. عبر عن حماسه للسعي وراء أفكار مبتكرة وأبحاث أساسية خارج نطاق الشركة، بهدف الحصول على حرية إبداعية أكبر. لم تصدر ميتا (المعروفة سابقًا فيسبوك) حتى الآن تعليقًا رسميًا، غير أن المحللين يرون أن رحيله يعكس تحولًا أوسع في استراتيجية ميتا نحو التسويق السريع للذكاء الاصطناعي وأهداف طموحة مثل الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الفائق—أي ذكاء اصطناعي يتفوق على الإدراك البشري. لقد دعم مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لميتّا، تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق بسرعة واستثمر بشكل كبير، بينما أعرب لكون عن مخاوفه بشأن جدوى وأمور أخلاقية تتعلق بالذكاء الاصطناعي الفائق في المدى القريب، مؤكدًا على ضرورة التقدم بمسؤولية في هذا المجال. ربما تكون هذه الفروقات الفلسفية قد أثرت على قرار لكون بالانسحاب والتركيز على البحث المستقل. انضم لكون إلى فيسبوك في عام 2013 كرئيس لبحوث الذكاء الاصطناعي، ولعب دورًا رئيسيًا في تأسيس مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي في فيسبوك (FAIR)، الذي أصبح مركزًا عالميًا محترمًا في تحسين التعلم الآلي، ورؤية الحاسوب، ومعالجة اللغة الطبيعية.

في بداية 2023، قرر التنحي عن بعض الأدوار الداخلية، في إشارة إلى تراجعه التدريجي وسط تطور توجهات ميتا نحو التسويق وتطبيقات المنتجات قصيرة المدى. بعيدًا عن الصناعة، يُعتبر لكون شخصية أكاديمية مرموقة، حيث يعمل أستاذًا في جامعة نيويورك، ويواصل التدريس والإرشاد. تعد أعماله الأساسية في التعلم العميق والشبكات العصبية الالتفافية أسس العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة. وُلد وتربى في فرنسا، وحصل على درجة دكتوراة في علوم الحاسوب، وقدم مساهمات كبيرة في تكنولوجيا التعرف البصري على الحروف، وحصد العديد من الجوائز لتأثيره الدائم في المجال. مع انطلاقه في مشروعه الجديد، سيراقب مجال الذكاء الاصطناعي عن كثب كيف ستؤثر شركته الناشئة على أنظمة الذكاء الذكي المستقبلية. يهدف إلى تطوير ذكاء اصطناعي قادر على إدراك والتفاعل مع البيئة المادية من خلال ذاكرة دائمة، الأمر الذي يوحّي بإمكانيات لتحقيق تطورات في الروبوتات، والأنظمة الذاتية القيادة، والحوسبة الإدراكية. ختامًا، فإن مغادرة يان لكون شركة ميتا تمثل لحظة محورية في أبحاث الذكاء الاصطناعي وديناميكيات الصناعة، وتبرز التوترات بين المصالح التجارية والعلوم الأساسية. يُعد مشروعه الجديد فرصة للابتكار بعيدًا عن القيود الشركاتية، وقد يدفع إلى تحقيق اختراقات تؤثر على مستقبل الذكاء الاصطناعي لسنوات قادمة.