سلط تقرير سوق الذكاء الاصطناعي وتجربة العملاء الذي نشرته شركة كونفيرسا مؤخرًا الضوء على تحول ملحوظ في تفضيلات المشترين فيما يخص التفاعل خلال رحلة الشراء، مؤكدًا على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحويل طرق تفاعل العملاء وعمليات المبيعات. يشير التقرير إلى أن المشترين يفضلون بشكل متزايد التفاعل مع وكلاء الذكاء الاصطناعي، خاصة في المراحل الأولى من رحلة الشراء — مراحل الاستكشاف والتثقيف. هذا يعكس تأثيرًا متزايدًا لوكلاء الذكاء الاصطناعي في تقديم تجارب علامة تجارية مخصصة تعزز رضا العملاء، وتسرع من اكتساب عملاء جدد، وتقود النمو العام للأعمال. تُظهر البيانات أن مشتري الأعمال يُفضلون باستمرار التفاعل مع وكلاء الذكاء الاصطناعي عبر مراحل متعددة من مسار المبيعات، غالبًا ما يختارون المحادثات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بدلًا من التواصل المباشر مع البشر. هذا النمط يشير إلى أن العديد من المشترين ليسوا مستعدين مباشرة للتفاعل مع مندوبي المبيعات ويعتمدون بدلاً من ذلك على أدوات الذكاء الاصطناعي في الاستفسارات المبكرة وجمع المعلومات. قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي على تقديم ردود سريعة وشخصية تتيح للمشترين استكشاف الخيارات والتعلم وفقًا لوتيرتهم الخاصة، مما يعزز كفاءة عملية الشراء بشكل عام. كما يكشف التقرير أن هناك تفضيلًا واضحًا لوكلاء الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال للمستهلكين (B2C) بنسبة ثلاثة إلى واحد خلال مرحلة الاستكشاف الأولى. يقدر المستهلكون سهولة الوصول والدعم الفوري الذي توفره وكلات الذكاء الاصطناعي أثناء البحث أو المقارنة بين المنتجات والخدمات. هذا الميل يبرز الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في تشكيل سلوك المشتري المبكر، من خلال المساعدة في تضييق الخيارات وزيادة التفاعل مع العلامات التجارية. على الرغم من أن هناك تفضيلًا قويًا للذكاء الاصطناعي في المراحل المبكرة، إلا أن التقرير يؤكد أيضًا على أهمية التفاعل البشري المستمر مع اقتراب المشتريين من المراحل الحاسمة لاتخاذ قرار الشراء. ففي مرحلة “الجاهزية للشراء”، عادةً ما يسعى العملاء للتواصل مع مندوبي المبيعات الذين يمكنهم التعامل مع الأسئلة المعقدة، التفاوض على الشروط، وإغلاق الصفقات.

هذا التوازن بين كفاءة الذكاء الاصطناعي وخبرة الإنسان يضمن حصول العملاء على الدعم الضروري لاتخاذ قرارات واثقة وتجربة شراء سلسة. مخرجات تقرير كونفيرسا ذات قيمة كبيرة للشركات التي تسعى لتحسين استراتيجيات المبيعات وخدمة العملاء. دمج وكلاء الذكاء الاصطناعي في المراحل المبكرة من تفاعل العملاء يمنح الشركات القدرة على تلبية تفضيلات المشترين المعاصرين للحصول على تفاعلات فورية وشخصية دون ضغط التفاعل المباشر مع البشر. يمكن لهذه الاستراتيجية أن تعزز معدلات التفاعل، تزيد من رضا العملاء، وتحسن كفاءة تأهيل العملاء المحتملين، مما يدعم النمو في النهاية. علاوة على ذلك، يضمن الانتقال السلس من وكلاء الذكاء الاصطناعي إلى مندوبي المبيعات البشريين خلال المرحلة النهائية من عملية الشراء أن يستفيد العملاء من تجربة خدمة متكاملة. ففريق المبيعات يمكنه تركيز جهوده على التفاعلات ذات القيمة العالية وإغلاق الصفقات، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي إدارة الأسئلة الروتينية والتواصل الأولي. هذا التعاون بين الذكاء الاصطناعي والبشر يخلق عملية مبيعات أكثر مرونة، استجابة، وتركيزًا على العميل. ختامًا، يُظهر تقرير سوق الذكاء الاصطناعي وتجربة العملاء من كونفيرسا تحولات في سلوك المشتري، مكشّفًا عن تفضيل قوي للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي في المراحل الأولى من مسار المبيعات. الشركات التي تعتمد على وكلاء الذكاء الاصطناعي للاستكشاف والتثقيف، مع دعم بشري ماهر لإتمام الصفقات، تستطيع تحسين تجربة العلامة التجارية، تسريع جذب العملاء، وزيادة كفاءة المبيعات. يقدم التقرير توجيهات قيّمة للمؤسسات التي تسعى لمواكبة اتجاهات تفاعل العملاء المستقبلية والحصول على ميزة تنافسية عبر الأتمتة الذكية.