تستعد شركة OpenAI لإطلاق نسخة محدثة من أداة توليد الفيديو الخاصة بها، سورا، مع إدخال تغييرات مهمة تشمل الاستخدام الافتراضي للمادة المحمية بحقوق الطبع والنشر ما لم يختار أصحاب الحقوق أن يعارضوا ذلك بشكل واضح. ووفقًا لتقرير نشره صحيفة وول ستريت جورنال، بدأت OpenAI في إعلام وكالات المواهب والاستوديوهات بنظام خيار الاعتراض، المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ قريبًا. ويُعد هذا التحول خطوة مهمة، إذ يسمح بدمج أوسع للأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر في مقاطع الفيديو التي يتم إنشاؤها عبر سورا، إلا إذا تم تقديم اعتراض رسمي. وفي ذات الوقت، يؤكد الإصدار الجديد من سورا على حماية الخصوصية من خلال عدم إنشاء مقاطع فيديو تظهر شخصيات عامة معروفة دون موافقتهم الصريحة، الأمر الذي يعالج مخاوف استعمال صورهم الشخصية بشكل غير مصرح به. ويعكس هذا الجهد من قبل OpenAI سعيها لتحقيق توازن بين الحرية الإبداعية واحترام الحقوق الشخصية وحقوق النشر. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت OpenAI تطبيق سورا 2 المستقل، كما أبرزت مجلة Wired، الذي سيعرض موجز فيديو عمودي يشابه منصة TikTok، بهدف تقديم تجربة تصفح مألوفة وجذابة للمستخدمين. يمكن للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة تصل مدتها إلى 10 ثوانٍ، مما يجعل سورا 2 منافسًا قويًا في سوق الفيديو القصير الذي يزداد نموه بسرعة. ويتميز سورا 2 أيضًا بتقديم نظام للتحقق من الهوية للمستخدمين الذين يرغبون في تضمين صورتهم الشخصية في المقاطع، بهدف منع سوء الاستخدام وحماية الهوية الشخصية. عند الإطلاق، لن يدعم التطبيق رفع مقاطع الوسائط من ذاكرة الجهاز، مما يلزم الاعتماد على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي أو التصوير المباشر داخل التطبيق فقط. تم إطلاق سورا أصلاً في ديسمبر 2024 كجزء من استراتيجية OpenAI لدخول أدوات الذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط، وتتنافس الآن مع كبار الشركات مثل Meta وGoogle وStability AI، التي تطور جميعها منصات إبداع تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وقد زادت المنافسة بعد إطلاق شركة Meta لمنصتها للفيديو القصير Vibes. حتى الآن، لم تصدر OpenAI أي بيان رسمي بخصوص تحديثات سورا أو إطلاق التطبيق المستقل. ولا تزال ردود فعل المستخدمين والمجتمع الإبداعي الأوسع على السياسات الجديدة للمادة المحمية بحقوق النشر وميزات سورا 2 غير معروفة. ويشير اعتماد نهج الاعتراض على المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر إلى استراتيجية جديدة في إدارة الملكية الفكرية ضمن المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي. فالسماح الافتراضي بهذا الشكل قد يسهل عملية إنشاء المحتوى، لكنه يثير أيضًا نقاشات حول تأثير ذلك على أصحاب الحقوق وصناعة الترفيه. وتؤكد جهود OpenAI لمنع الاستخدام غير المصرح به للشخصيات المعروفة التزامها بحماية الخصوصية والأخلاقيات في وسائط الذكاء الاصطناعي، مما قد يضع سوابق مهمة للمستقبل فيما يخص التطبيقات الذكية التي تتعلق بالصور الشخصية والتحقق من الهوية. ومع استمرار تقدم أدوات إنشاء المحتوى المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تُظهر منصات مثل سورا وتطبيقها المستقل تكاملًا متزايدًا للذكاء الاصطناعي في سير العمل الإبداعي. وتوفر هذه الابتكارات للمستخدمين وسائل جديدة لإنتاج مقاطع الفيديو بكفاءة، مع إثارة نقاشات مهمة بشأن حقوق النشر، والموافقة، والهوية الرقمية. ومع دخول منافسين مثل Vibes من Meta إلى السوق، تتصاعد المنافسة على تطوير منصات جذابة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للفيديو القصير. ويمكن للمستخدمين توقع تطبيقات أكثر تطورًا وسهولة في الاستخدام تدمج بين إبداع الذكاء الاصطناعي والتفاعل على نمط وسائل التواصل الاجتماعي. وفي المجمل، تُعد تحديثات سورا علامة فارقة في تقاطع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والمحتوى الإبداعي، وحقوق الملكية الفكرية. ومع طرح هذه التكنولوجيا، سيكون من المثير متابعة تأثيرها على صناعة المحتوى، وقوانين حقوق النشر، والثقافة الرقمية من قبل خبراء الصناعة، والمبدعين، والمحامين.