أعلنت شركة شنايدر إلكتريك، الشركة متعددة الجنسيات الفرنسية المتخصصة في حلول إدارة الطاقة والأتمتة، يوم الأربعاء عن حصولها على عقود جديدة تقدر بنحو 2. 3 مليار دولار مع اثنين من أكبر مشغلي مراكز البيانات في الولايات المتحدة. ويعزى هذا الارتفاع في الأعمال بشكل رئيسي إلى الانتشار السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي عزز بشكل كبير الطلب على بنية تحتية متطورة لمراكز البيانات. جاء الإعلان خلال فعالية صناعية كبرى في لاس فيغاس، حيث كشفت شنايدر إلكتريك عن تفاصيل الاتفاقيات. وعلى الرغم من أن التفاصيل لم تُفصح عنها بالكامل، فمن الواضح أن هذه العقود تمثل شراكة استراتيجية ممرحلة تهدف إلى توسيع قدرات مراكز البيانات لتلبية الاحتياجات التكنولوجية المتطورة. إحدى الاتفاقيات تتعلق بالتعاون مع شركة "سويش"، أحد أبرز مقدمي خدمات مراكز البيانات في الولايات المتحدة. ويُعد هذا الصفقة استثمارًا كبيرًا من قبل شنايدر إلكتريك، مما يبرهن على التزامها بدعم تطوير وتوسعة مراكز البيانات من الجيل القادم المصممة للتعامل مع الأحمال الحاسوبية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. وتبرز قيمة هذا العقد الأهمية المتزايدة للبنى التحتية الموفرة للطاقة وذات الاعتمادية العالية في قطاعات السحابة ومراكز البيانات. وتواصل شركة شنايدر إلكتريك، أكبر شركة في قطاعها في فرنسا، استثمارها في خبراتها عبر الشراكة مع كبار مصنعي الرقائق وشركات التكنولوجيا. وتركز هذه التعاونات على تحسين كفاءة وقابلية توسيع مراكز البيانات، مع إدراك أن النمو السريع للذكاء الاصطناعي يضع ضغطًا غير مسبوق على قدرات معالجة البيانات وتخزينها حول العالم. وتقود مزودات خدمات السحابة على نطاق واسع، التي تدعم خدمات الذكاء الاصطناعي، الحاجة إلى تصميمات أكثر تطورًا واستدامة لمراكز البيانات.

إن الضرورة لبناء وتحديث المنشآت بحيث تواكب استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة وكثافتها الحاسوبية تدفع للاستثمار والابتكار في صناعة مراكز البيانات. وتقود شركة شنايدر إلكتريك هذه التحولات، من خلال توفير حلول تحسن استهلاك الطاقة، وتؤمن مرونة البنية التحتية، وتعزز الأداء التشغيلي. وأكدت فانדانا سينغ، محللة الصناعة الكبرى، على أهمية تحديث البنية التحتية: "لم يُبنِِ القطاع الحالي لمراكز البيانات ليستوعب التسارع السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي. إن شركات مثل شنايدر إلكتريك ضرورية في تمكين هذه الانتقالات من خلال توفير حلول طاقة وتبريد قابلة للتوسع وفعالة. " وتتجاوز التحديات التكنولوجيا؛ إذ تواجه مرافق الكهرباء في الولايات المتحدة زيادة في استهلاك الطاقة نتيجة توسع مراكز البيانات. وقد أثارت هذه المشكلة حوارًا متزايدًا بين الأطراف المعنية بهدف التوازن بين إمدادات الطاقة والطلب، مع الحفاظ على الأهداف الاستدامية. وأشار محللو التمويل في شركة مورغان ستانلي إلى الإمكانات الكبيرة للنمو في قطاع مراكز البيانات، خاصة مع تعميق دمج الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات. وأوضحوا أن شركات مثل شنايدر إلكتريك، التي تقدم حلول بنية تحتية شاملة، ستستفيد بشكل كبير من هذا الاتجاه. وحاليًا، تمثل مراكز البيانات قطاعًا رئيسيًا ومتوسعًا في أعمال شنايدر إلكتريك، وتساهم بحصة مهمة من الإيرادات، مؤكدةً أهميتها الاستراتيجية في خطط نمو الشركة على المدى الطويل. وتظهر العقود الأخيرة توجه شنايدر إلكتريك الاستباقي لاستغلال ديناميات السوق التي شكلها تأثير الذكاء الاصطناعي التحويلي. وفي الختام، تؤكد الاتفاقيات الأخيرة التي أبرمتها شنايدر إلكتريك على الترابط الحيوي بين نمو الذكاء الاصطناعي وتطور بنية مراكز البيانات التحتية. وتعزز هذه العقود مكانة الشركة القيادية، وترسخ التحول الصناعي الأوسع نحو إنشاء مراكز بيانات عالية الأداء وموفرة للطاقة قادرة على دعم موجة الابتكار الرقمي القادمة.