في عام 2002، سأل كيفين كيلي من مجلة Wired لاري بيج من Google لماذا كان محرك البحث مجانياً، كما لاحظ الفيلسوف يوفال نوح هراري في كتابه 'Nexus - تاريخ موجز لشبكات المعلومات من العصر الحجري إلى الذكاء الاصطناعي' (دار النشر راندوم هاوس). "إلى أين يقودك ذلك؟" استفسر كيلي. وردّ بيج بأن التركيز الرئيسي لـGoogle لم يكن على البحث فقط. "نحن نقوم بشكل أساسي بتطوير الذكاء الاصطناعي،" أوضح. "وجود كمية هائلة من البيانات يسهل إنشاء الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحويل البيانات الكبيرة إلى قوة هائلة. " في 'Nexus'، يستعرض هراري تطور شبكات المعلومات منذ نشأة اللغة حتى عصر Google وما بعده، متوقعاً مسار هذه "الثورة المعلوماتية". ويؤكد، "نظراً لأن هذه الثورة المعلوماتية الحالية أكثر أهمية من أي سابقة، فمن المحتمل أن تولد وقائع لا مثيل لها على نطاق واسع. " هذا الظاهرة ليست غير مسبوقة. يلاحظ هراري، "النزعة إلى خلق ظواهر قوية مع نتائج غير مقصودة تعود إلى ظهور الدين.

فالنبيين دعوا إلى أرواح قوية تهدف إلى نشر الحب والفرح، ومع ذلك انتهت أحياناً بفيضانات من إراقة الدماء. " ويحذر أكثر من التداعيات العميقة المرتبطة بقدرات الذكاء الاصطناعي. "لقد مرت ثمانون عاماً فقط منذ ظهور الحواسيب الرقمية، ولم نستغل قدراتها بشكل كامل حتى الآن،" يقول. "ما حدث في الثمانين سنة الماضية يتضاءل أمام ما ينتظرنا. " بينما تحتفظ شركات التكنولوجيا باتصال مباشر مع الحكومات، فإنها تمتلك أيضاً ما يصفه هراري ب"خط مباشر إلى الأنظمة العاطفية للناس،" مما يمثل خطراً. "إذا كانت العمالقة التكنولوجيون يلبيون رغبات الناخبين والمستهلكين، مع تشكيل هذه الرغبات في نفس الوقت، فمن يسيطر حقاً؟" يسأل هراري. ورغم أن تكيف البشرية يوفر بريق أمل، تظل التهديدات من الكيانات الخبيثة قائمة. "يمكن أن تواجه الحضارة الإنسانية أيضاً تدميراً من أسلحة الدمار الاجتماعي الشامل،" يحذر هراري. "يمكن أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي المهندس في دولة واحدة لإطلاق فيض من المعلومات المضللة، والنقد المزيف، والأفراد التركيبيين، مما يجعل الناس غير قادرين على الوثوق بأي شيء أو أي شخص. "الذكاء الاصطناعي مشكلة عالمية. " — غافين نيوشام