يبدو أن دونالد ترامب يكافح للسيطرة على التفاؤل المحيط بالحملة الانتخابية لكمالا هاريس، ويلجأ إلى مطالبة الناخبين بتجاهل ما يمكنهم أن يلاحظوه بأنفسهم. في سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، قدم ترامب ادعاءات كاذبة، متهمًا حملة هاريس باستخدام الذكاء الاصطناعي لتصنيع صور لحشود كبيرة في فعالياتها. "هل لاحظ أحد أن كمالا خدعت في المطار؟ لم يكن هناك أحد عند الطائرة، واستخدمت الذكاء الاصطناعي، وعرضت حشدًا ضخمًا من ما يسمى بالداعمين، لكنهم لم يكونوا موجودين!" كتب ترامب على Truth Social، منصته على وسائل التواصل الاجتماعي. وأصر: "إنها غشاشة. لم يكن هناك أحد في انتظارها، وظهر "الحشد" وكأنه مكون من 10, 000 شخص!الأمر ذاته يحدث مع 'الحشود' المزيفة في خطاباتها. هذه هي الطريقة التي يفوز بها الديمقراطيون في الانتخابات، بالغش. " لتوضيح الأمر: كانت الحشود حقيقية. وفقًا لـ NBC News، تضمنت أحد منشورات TruthSocial صورة من تجمع في مطار منطقة ديترويت، والذي اجتذب الآلاف من الناس. على عكس ادعاء ترامب بأن "لم يكن هناك أحد عند الطائرة" عند وصولها، تُظهر اللقطات التي التقطتها NBC News أن هاريس كانت تُلقى ترحيبًا حارًا من جمهور كبير عند نزولها من الطائرة.

علاوة على ذلك، هناك صورة أخرى لطائرتها تُلقى الترحاب من حشد كبير، وقد أكد مصور من Getty الحضور الكبير للجمهور لـ The Daily Beast. لدى ترامب تاريخ في سوء تقدير حجم الحشود، إذ غالبًا ما يُضخم نسبة حضور فعالياته الخاصة. ادعاؤه أن هاريس كانت تلوح لأحد غير موجودٍ هو أمر مثير للسخرية بشكل خاص، نظرًا لأنه خُدع في فيديو يظهره وهو يلوح لحشود غير موجودة في لقطات شاركتها حملته لخلق انطباع بشعبية ضخمة. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن ترامب يتهم هاريس باستخدام صور مولدة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة سياسية بينما قد قام هو وأتباعه بفعل الشيء نفسه. على سبيل المثال، شارك صورة على منصته على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره وكأنه يصلي في كنيسة، فقط لتكتشف أنها زائفة بعد ملاحظة المراقبين أنه كان لديه ستة أصابع في كلتا اليدين. بالإضافة إلى ذلك، شارك أتباع ترامب صورًا أخرى مولدة بالذكاء الاصطناعي تظهره بجانب أفارقة ليعطوا انطباعًا بوجود دعم واسع له بين المجتمعات السوداء. لذلك، تتماشى اتهاماته ضد هاريس مع تاريخه في اتهام الآخرين بأفعال ارتكبها هو شخصيًا. ومع ذلك، تعكس هذه الادعاءات أيضًا يأسه بشأن شعبية هاريس الظاهرة، وانفصاله المتزايد عن الواقع في نظر الجمهور، وإصراره المزعج على أن ينضم إليه أتباعه في هذا الوهم لتقويض الثقة في الديمقراطية. إذا تمكن من إقناع مؤيديه بأن الصور مزيفة، فليس من الصعب إقناعهم بأن أي أصوات لهاريس في نوفمبر مزورة أيضًا.