أعلنت شركة زانسكار للجيولوجيا الحرارية والمعادن عن اختراق كبير في مجال الطاقة الحرارية الجوفية مع اكتشاف أول نظام جيولوجي قابل للتشغيل تجارياً منذ أكثر من 30 عاماً. لقد تم تحقيق هذا الإنجاز من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى بداية حقبة جديدة في استكشاف وتطوير مصادر الطاقة المتجددة. الموقع الجديد، المسمى "Big Blind"، يقع في منطقة نائية في غرب نيفادا. ومن اللافت أن لا علامات سطحية أو جيولوجية سابقة كانت تشير إلى وجود نشاط جيولوجي هناك، مما يبرز كيف أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في عمليات الاستكشاف. تقليديًا، كانت عمليات استكشاف الطاقة الحرارية الجوفية تتطلب حفر واسع النطاق والكثير من الآبار غير الإنتاجية، مما أدى إلى تكاليف عالية وتلويث بيئي كبير. ومع دمج الذكاء الاصطناعي، قامت شركة زانسكار بتحليل مجموعات بيانات ضخمة للتنبؤ بشكل أكثر دقة بالمواقع المحتملة للنشاط الحراري، مما ساهم بشكل كبير في تقليل عمليات الحفر غير المجدية، وخفض تكاليف الاستكشاف، وتقليل التأثير البيئي. يستند هذا النجاح إلى مشاريع شركة زانسكار السابقة في بومبرنيكل شمال نيفادا، وفي لايتنينج دوك في نيوميكسيكو، والتي استندت إلى تقنيات متقدمة في تطوير الطاقة الحرارية الجوفية. لكن، تبرز منطقة "Big Blind" بشكل خاص لأنها تقع في منطقة كانت تعتبر سابقًا غير ملائمة للنشاط الحراري، مما يسلط الضوء على الإمكانات غير المستغلة للموارد الحرارية في المناطق المهملة. تخطط شركة زانسكار الآن للحصول على تصاريح لنقل مشروع "Big Blind" من مرحلة الاكتشاف إلى التطوير، بهدف إنشاء منشأة توليد طاقة حرارية جوفية خلال هذا العقد. وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع للاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لفتح مصادر جديدة للطاقة الحرارية الجوفية وتوسيع حصة الولايات المتحدة من مصادر الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تعزيز استخدام طاقة نظيفة، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز أمن الطاقة. وتتجاوز الآثار ذلك، حيث تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن تساهم الطاقة الحرارية الجوفية بشكل كبير في تلبية الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050، حيث قد تشكل ما يصل إلى 15% من الزيادة، شريطة وجود سياسات داعمة ووجود قوة عاملة ماهرة. ويعد اكتشاف "Big Blind" مثالاً على كيف يمكن للابتكار والتكنولوجيا أن تكشف عن الإمكانات غير المستغلة للطاقة الحرارية. ففي حين غالبًا ما يُغَطّى على قدراتها بالمصادر الشمسية والريحية، فإن الطاقة الحرارية الجوفية تُعد مصدرًا ذا قيمة وموثوقًا بها لمستقبل مستدام. وتُعد الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة من العوامل الأساسية لتوسيع دور الطاقة الحرارية الجوفية ومساعدتها على تلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة بمسؤولية. وبينما يواجه العالم تحديات التغير المناخي والبحث عن حلول طاقة نظيفة، تظهر الاختراقات مثل مشروع "Big Blind" أهمية دعم عمليات البحث والتطوير في مجال استكشاف الطاقة الحرارية. وسيتطلب تطوير هذه الموارد التعاون بين القطاع الصناعي والهيئات التنظيمية والمجتمعات المحلية، إلا أنه يقدم فوائد كبيرة من حيث مرونة الطاقة واستدامة البيئة. وفي ظل تزايد الطلب على الطاقة وتقلب أسعار الوقود الأحفوري والتحديات البيئية، يُعد اكتشاف شركة زانسكار خطوة واعدة نحو تنويع وتعزيز أنظمة الطاقة. إذ يظهر "Big Blind" ليس فقط على كونه إنجازًا تكنولوجيًا، بل أيضًا طريقًا عمليًا لإنتاج طاقة حرارية جوفية قابلة للتشغيل تجاريًا. وسيراقب القطاع عن كثب كيف سيسرع استكشاف الطاقة الحرارية المعتمد على الذكاء الاصطناعي من نشرها على مستوى العالم. وي رشح هذا الاكتشاف العظيم أن التكامل المستمر بين الذكاء الاصطناعي والتقنية قد يكشف عن العديد من الموارد الحرارية المختبئة حول العالم، ويفتح آفاقًا جديدة لإنتاج الطاقة بشكل مستدام. كما يُشَكّل أملًا في مستقبل يمكن أن تقلل فيه الطاقة الحرارية الجوفية النظيفة والمتجددة بشكل كبير من الاعتماد على مصادر الطاقة ذات الكربون العالي، مما يدعم الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ ويؤسس لنظام طاقة مستدام للأجيال القادمة.