استسلم مستثمر آخر في العملة المشفرة إلى الشرطة يوم الثلاثاء، وذلك على خلفية قضية اختطاف رجل أبلغ عن تعرضه لأسابيع من التعذيب داخل منزل فاخر في مانهاتن. وذكرت التقارير أن الخاطفين طلبوا كلمة مرور حسابه على البيتكوين. يواجه وليام دالباسي، البالغ من العمر 32 عامًا، تهمتي الاختطاف واتهامات ذات صلة؛ ويأتي اعتقاله بعد أربعة أيام فقط من القبض على المشتبه به الأول. بعد إنقاذ الضحية صباح يوم الجمعة الماضي، سرعان ما اندلعت تحقيقات أدت إلى تسليم دالباسي وتوجيه الاتهامات الرسمية إليه. رفض محاموه التعليق بشكل موسع، لكنه أشار إلى أنه ينوي التعاون مع سلطات إنفاذ القانون. تعكس هذه القضية المقلقة ارتفاعاً أوسع في النشاط الإجرامي المرتبط بالعملات الرقمية. لاحظت سلطات إنفاذ القانون حول العالم زيادة في الجرائم العنيفة التي تستهدف حاملي العملات الرقمية. إن غموض الهوية والقيمة العالية للعملات الرقمية جعلت المستثمرين عرضة للخطف والابتزاز والسرقة. يُعتقد أن كل من دالباسي والمشتبه به الآخر — الذي مازال هويته غير معلنة جزئياً بسبب التحقيقات الجارية — يعملان كمستثمرين في العملات المشفرة ولديهم علاقات عميقة في مجتمع الأصول الرقمية. المشتبه به الأول، وولتز، هو رجل أعمال في العملات الرقمية لديه خبرة واسعة في البلوكشين والاستثمار. وتزعم السلطات أن دالباسي وولتز تآمرا على خطف الضحية، وهو أيضًا مستثمر في العملات الرقمية، بهدف إرغامه على كشف كلمة مروره على البيتكوين. على مدى 17 يومًا، تم حجز الضحية في المنزل الفاخر وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي بينما حاول المهاجمون الوصول إلى أصوله الرقمية.

رغم محاولاته المتعددة للهروب، فشل في البداية. لكن الجيران بدأوا يشككون في نشاط غريب في المنزل، ما دفع الشرطة للبحث في الموقع، حيث عثروا على الضحية وهو في حالة ضعيفة للغاية، ويظهر عليه إصابات تتوافق مع تعذيبه المستمر. نُقل إلى المستشفى ويخضع الآن لعلاج من صدماته. تكررت هذه القضية مقارنة بحالات حديثة تتعلق بمستثمرين في العملات الرقمية. ففي وقت سابق من هذا الشهر في باريس، اعتقلت السلطات مجموعة يُشتبه في تورطها في ابتزاز ملايين الدولارات من حاملي العملات الرقمية من خلال التهديدات والعنف. وفي أغسطس الماضي، سلطت عملية اختطاف مماثلة في دانبري، كونيتيكت، الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها مستثمرو العملات الرقمية. تشير تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى ارتفاع ملحوظ في جرائم العنف المرتبطة بالعملات الرقمية خلال العام الماضي، مع تحذيرات من خبراء بأن توسيع اعتماد العملات الرقمية قد يؤدي إلى تصاعد الأنشطة الإجرامية ذاتها. وتُحث وكالات إنفاذ القانون على تعزيز الحماية للأشخاص الضعفاء وتطوير استراتيجيات لمكافحة هذه الجرائم المعقدة والتي غالبًا ما تكون عبر الحدود. لا تزال التحقيقات في منزل مانهاتن مستمرة، مع استعداد النيابة لطلب أقصى العقوبات القانونية. وفي الوقت ذاته، يعبر مجتمع العملات الرقمية عن قلق عميق إزاء مخاطر السلامة المرتبطة بإدارة الأصول الرقمية، داعيًا إلى وضع معايير أقوى للصناعة وتعزيز التعاون مع السلطات للحد من هذه التهديدات. تبرز هذه الحالة المخاطر المرتبطة بعالم العملات الرقمية المتوسع، ومع تقدم التكنولوجيا والتبني الجماعي، تزداد الحاجة لتحسين تدابير الأمان وتثقيف الحامليها حول المخاطر والتدابير الاحترازية الضرورية لحماية استثماراتهم وسلامتهم الشخصية.