أصدر الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، آندي جاسي، تحذيرًا هامًا بشأن استراتيجية القوى العاملة المستقبلية للشركة في ظل تزايد دمج الذكاء الاصطناعي (AI) عبر العمليات المختلفة. أشار إلى أن نشر الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات اللوجستيات والعمليات الرئيسية، سيسفر عن تقليل عدد بعض الوظائف داخل أمازون. وعلى الرغم من أن تقدمات الذكاء الاصطناعي قد تخلق فئات وظيفية جديدة، إلا أنه من المتوقع أن يتقلص إجمالي القوى العاملة في الشركة. يأتي هذا الإعلان في وقت يطالب فيه المساهمون بتوضيح العوائد على الاستثمارات الضخمة التي تجريها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل في تطور الذكاء الاصطناعي ونشره، مع توقعات بتحقيق تحسينات ملحوظة في الكفاءة والإنتاجية والربحية. تعتزم أمازون استثمار مبلغ قياسي يُقدر بحوالي 100 مليار دولار هذا العام المالي، وسيُوجه جزء كبير من هذا الاستثمار لبناء وتوسيع بنية الذكاء الاصطناعي الأساسية. يهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز ريادة أمازون في مجال الحوسبة السحابية من خلال قسم خدمات الويب الخاصة بأمازون (AWS) عبر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تحسن الخدمات، وتُحسن عمليات التشغيل، وتشجع على ابتكار حلول تلبي احتياجات العملاء. تعكس تصريحات جاسي نظرة واقعية حول كيفية تحول سوق العمل نتيجة للذكاء الاصطناعي، حيث أن الأتمتة وتعلم الآلة سيزيدان من الكفاءة ويقللان من الحاجة لبعض الوظائف التقليدية، في حين سيدفعان أيضًا إلى طلب مهارات جديدة تتعلق بإدارة وتطوير ورقابة الذكاء الاصطناعي. هذا يشير إلى استراتيجية انتقالية تهدف إلى مواءمة الموارد البشرية مع التطورات التكنولوجية المتسارعة. يمثل قطاع اللوجستيات — الذي يشمل التخزين والتوزيع وإدارة سلسلة التوريد — مجالًا رئيسيًا لدمج الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تؤدي الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تُحسن تخطيط الطرق والمخزون والتسليم إلى توفير كبير في التكاليف وخدمات أسرع، لكنها أيضًا تقلل من الحاجة لوجود الموظفين الذين يديرون هذه العمليات تقليديًا.

علاوة على ذلك، يعكس تركيز أمازون على AWS كأساس لبنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي أهمية حلول الذكاء الاصطناعي السحابية، التي توفر قدرة حوسبة وتخزين قابلة للتوسع تتيح تطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات. من خلال استثمار كبير في AWS، تهدف أمازون إلى الاستحواذ على حصة أكبر من سوق الذكاء الاصطناعي كخدمة، مما يمنح الشركات أدوات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لتطوير بنيتها التحتية الخاصة. الضغط من قبل المساهمين متزايد بشكل كبير نظرًا لحجم هذه الاستثمارات والمطالب التنافسية. يتعين على شركات التكنولوجيا أن توازن بين ريادة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان أن تترجم هذه التطورات إلى نمو مربح، وقيادة سوقية مستدامة، وزيادة قيمة المساهمين. تحذير جاسي بخصوص تقليل حجم القوى العاملة يعكس الالتزام بالتشغيل بكفاءة، مع تسليط الضوء على الآثار الأوسع لاعتماد الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة في الشركات الأمريكية. باختصار، تستعد أمازون لتحويل نموذج أعمالها من خلال الذكاء الاصطناعي، مع موازنة بين الابتكار والإدارة المسؤولة للقوى العاملة. يسعى استثمارها الطموح الذي يبلغ 100 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي لتعزيز السيطرة على سوق خدمات الويب الخاصة بها، وتحقيق كفاءات تشغيلية ستعيد تشكيل أنماط التوظيف. مع تداخل الذكاء الاصطناعي بعمق في الوظائف المؤسسية، ستستمر شركات مثل أمازون في تطوير استراتيجيات القوى العاملة لاستغلال قدرات الذكاء الاصطناعي، مع إدارة التحولات التي يتطلبها.