في مؤتمر المطورين لعام 2025 الذي أُقيمت في جوجل، كشفت الشركة عن إعادة هيكلة رئيسية لوظائف البحث الأساسية، مع التأكيد على الدور الحاسم الذي ستلعبه الذكاء الاصطناعي في مستقبلها. عرض المؤسسان المشاركان سيرجي برين وسندار بيتشاي تحديثًا رئيسيًا لمواجهة المنافسة المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا من ChatGPT الخاص بـ OpenAI، والذي أعاد تشكيل توقعات المستخدمين حول البحث عبر الإنترنت. وكان الحدث الأبرز هو إطلاق "وضع الذكاء الاصطناعي"، وهو تجربة بحث حواري مدعومة بواسطة نماذج اللغة المتطورة من جوجل، جيمني. يمثل هذا الميزة تحولًا استراتيجيًا للحفاظ على ريادة جوجل في مجال البحث الرقمي وسط اضطرابات من قبل روبوتات الدردشة الذكية المتطورة. يندمج وضع الذكاء الاصطناعي بسلاسة عبر منظومة جوجل، ويوفر ردودًا مخصصة وغنية بالسياق اعتمادًا على تفضيلات المستخدمين وتاريخ البحث الخاص بهم. هدف ذلك إلى تحسين تجربة المستخدم بشكل كبير من خلال تقديم إجابات أكثر طبيعية وحوارية، متجاوزًا النتائج التقليدية التي تظهر كرابط أزرق. بالإضافة إلى تحسين واجهة البحث، أطلقت جوجل مشاريع ذكاء اصطناعي متقدمة مثل مشروع مارينر ومشروع أسترا، وتوسعت إلى وكلاء ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط قادرين على فهم وإنتاج محتوى عبر وسائل متعددة — النصوص، الصور، وربما الفيديو في المستقبل. تبرز هذه المبادرات التزام جوجل بابتكار تفاعلات ذكية متعددة الاستخدامات وذات طابع بشري. كما استعرضت الشركة أساليب جديدة لتحقيق الدخل، مستكشفة نماذج اشتراك وإعلانات مستهدفة بشكل غير مسبوق للاستفادة من زيادة التفاعل مع ميزات الذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه الأساليب اختبار إعلانات مباشرة ضمن الردود التي يوفرها الذكاء الاصطناعي وأدوات تفاعلية مثل التجارب الافتراضية، التي تتيح للمستخدمين طرقًا مبتكرة للتواصل مع المنتجات والخدمات. إن تحقيق الإيرادات هو أمر حيوي، حيث لا تزال خدمة الإعلانات في جوجل ذات قيمة تقترب من 198 مليار دولار، وهي مصدر رئيسي للدخل.

والتحدي يكمن في تطوير المنصة دون الإضرار بهذا المصدر المربح، مع ضرورة الموازنة بين الابتكار والاستقرار المالي. وإدراكًا لمخاطر سابقة مثل الهلوسة — وهي نتائج خاطئة أو مضللة من الذكاء الاصطناعي — أكد بيتشاي وبرين أن الإصدار الأخير يُظهر تحسينات واضحة في الدقة والوظائف، مما يعزز الثقة في جاهزية التقنية للاستخدام الواسع. كان رد فعل المستثمرين متحفظًا ولكن متفائلًا، مع انعكاس معتدل للأمل في أن تحول جوجل المُعتمد على الذكاء الاصطناعي سيحافظ على منافستها في السوق. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، بما في ذلك المنافسة من شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل بيربلكستي، والضغوط التنظيمية التي قد تؤثر على الابتكار ومرونة العمليات. بالنظر إلى المستقبل، فإن أصول جوجل الضخمة من البيانات وثقة المستخدمين تشكل قاعدة قوية لطموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يظل سوق البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي ديناميكيًا وغير مؤكد. ستعتمد قدرة جوجل على الحفاظ على ريادتها على قدرتها على التكيف مع هذه التحولات، وتعزيز الابتكار، وإدارة العقبات الفنية والتنظيمية. ختامًا، كان مؤتمر المطورين لعام 2025 لحظة محورية مع تقدم جوجل بشكل أعمق نحو البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي والوكائل متعددة الوسائط. من خلال وضع الذكاء الاصطناعي ومشاريعها الجديدة، تسعى جوجل لإعادة تعريف مفهوم البحث في عصر الذكاء الاصطناعي، متوازنة بين تحسين تجربة المستخدم، الابتكار، وتحقيق الإيرادات. وعلى الرغم من التحديات الحالية، فإن التزام الشركة يؤكد على أن الذكاء الاصطناعي في صلب استراتيجيتها للمحافظة على ريادتها وسط سوق رقمي تنافسي.