تتناول هذه المقالة، التي ظهرت في النشرة الإخبارية "ون غريت ستوري" في نيويورك، تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على التعليم العالي، مع التركيز بشكل خاص على الغش والنزاهة الأكاديمية. اعترف تشونغين "روي" لي، طالب علوم الحاسوب في جامعة كولومبيا، علنًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبشكل أساسي ChatGPT، لإنجاز جميع واجباته تقريبًا خلال فصله الدراسي الأول، حيث قدر أن الذكاء الاصطناعي كتب حوالي 80% من مقالاته، مع إضافة لمسة شخصية بسيطة منه. وُلد في كوريا الجنوبية ونشأ بالقرب من أتلانتا، مرّ لي بصعوبات في القبول الجامعي، فقد عرض هارفارد بسبب مشكلات انضباطية، وتلقى رفضًا من 26 جامعة قبل أن يلتحق بالكلية المجتمعية وينتقل في النهاية إلى كولومبيا. يرى لي أن الواجبات غالبًا غير ذات صلة وسهلة "الاختراق" بواسطة الذكاء الاصطناعي، لذا أولى اهتمامه بالشبكات الاجتماعية أكثر من الأكاديميا، مؤكدا أن مدارس النخبة مثل Ivy League هي أكثر للتواصل مع شركاء المستقبل ومؤسسين محتملين. شارك لي في تأسيس شركات ناشئة مع زميله نيل شانموغام، لكن مشاريعهم الأولية فشلت. وبسبب إحباطه من التحضير الممل لمقابلات التوظيف البرمجية على منصات مثل LeetCode، طور لي وشانموغام أداة تسمى Interview Coder، والتي تخفي استخدام الذكاء الاصطناعي أثناء المقابلات عن بُعد، مما يتيح للمرشحين الغش. بعد أن عرض لي هذه الأداة في فيديو شهير — أظهر فيه أنه غشّ خلال مقابلة تدريب داخلي في أمازون (ورفضها لاحقًا) — وضعت كولومبيا عليه مراقبة تأديبية بسبب ترويجه لتقنيات الغش. وانتقد لي موقف كولومبيا العقابي، خصوصًا مع شراكتها مع OpenAI، مؤكدًا أن الغش بمساعدة الذكاء الاصطناعي أصبح شائعًا في الجامعة، ويتوقع أنه قريبًا لن يُعتبر غشًا على الإطلاق. منذ إصدار ChatGPT في أواخر 2022، أظهرت الاستطلاعات أن الطلاب يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل شبه كامل في واجباتهم المنزلية، وبلغت ذروتها خلال العام الدراسي. يستخدم الطلاب من مختلف التخصصات والمؤسسات الذكاء الاصطناعي التوليدي — مثل ChatGPT، و Gemini من Google، و Claude من Anthropic، و Copilot من Microsoft — لتدوين الملاحظات، وإنشاء مواد الدراسة، وصياغة المقالات، وتحليل البيانات، وتصحيح الأخطاء البرمجية. اعترفت سارة، طالبة في جامعة ويلفريد لورييه في أونتاريو، بأنها تعتمد بشكل كبير على ChatGPT منذ المرحلة الثانوية، مشيرة إلى أنه حسن درجاتها بشكل كبير وسهل عليها مهمة الكتابة، رغم قلقها من الاعتماد الزائد. حاول الأساتذة تطبيق طرق متنوعة لمُصداقية الذكاء الاصطناعي — مثل الامتحانات الشفوية، واستخدام الكتب الزرقاء المكتوبة يدويًا، ودمج عبارات مخفية كـ"حصان طروادة" في التعليمات — إلا أن الغش والكتابة بواسطة الذكاء الاصطناعي لا تزال منتشرة وغالبًا غير قابلة للكشف. تكشف الدراسات أن الأساتذة يكتشفون العمل الناتج عن الذكاء الاصطناعي بنسبة حوالي 3% فقط، وأن أدوات كشف الذكاء الاصطناعي مثل Turnitin تقدم حلولاً غير مثالية، وأحيانًا تفرز نتائج إيجابية كاذبة، خاصة مع الطلاب الذين يعانون من تنوع عصبي أو من عديمي الإنجليزية كلغة أصلية. بالإضافة إلى ذلك، يُعدّل الطلاب مخرجات الذكاء الاصطناعي عبر إعادة صياغتها وتكرارها عبر نماذج عدة للذكاء الاصطناعي بهدف تقليل احتمالية الكشف. يعبر المربون عن قلق عميق بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على التعلم والتفكير النقدي. يحذر شعراء وأساتذة أخلاقيات من أن الاعتماد الجماعي على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تخرج طلاب غير قادرين على الكتابة، أو الفهم الثقافي، أو التحليل النقدي. يذكر مساعدو التدريس وجود واجبات فوضوية تتسم بلغة آلية وأخطاء واضحة في الحقائق، ويواجهون سياسات غالبًا تفرض تصنيف الأوراق التي يكتبها الذكاء الاصطناعي كما لو كانت جهود طلاب حقيقية.

أدى هذا إلى استقالة بعض المربين، مثل سام ويليامز، من الدراسات العليا، إذ شعروا بخيبة أمل من فشل النظام في معالجة الإساءة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بشكل فعلي. يُعتبر الكتابة فنًا مهددًا بالانقراض بشكل متزايد، مع تفكير العديد من الأساتذة في التقاعد المبكر وسط هذه "الأزمة الوجودية". وتشير المقالة إلى أن التعليم الجامعي كان منذ زمن يعتمد بشكل رئيسي على المعاملات — إذ يُتابع بشكل أساسي من أجل فرص العمل أكثر منه للنمو الفكري — واتضح ذلك بشكل أكبر مع قدرات الذكاء الاصطناعي. يدرك طلاب مثل دانيال، طالب علوم الحاسوب في جامعة فلوريدا، سهولة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، لكنه يتساءل إلى أي مدى يتعلم فعلاً عندما يترك العمل للروبوتات. يقارن مساعدة الذكاء الاصطناعي بالتعليم الخاص، لكنه يتساءل عن الحد الفاصل بين الجهد الشخصي وذكر الذكاء الاصطناعي. أما الطالب مارك من جامعة شيكاغو، فشبّه الذكاء الاصطناعي بالأدوات الكهربائية التي تساعد في بناء المنزل، مؤكدًا على أهمية العمل الشخصي في العملية. وعلاوة على الكتابة، يُسلط المربون الضوء على أن الأنشطة التعليمية الأساسية — مثل تعلم الرياضيات — تعزز مهارات التفكير النقدي مثل حل المشكلات بشكل منهجي والمرونة في مواجهة التحديات، وهي صفات يهدد استخدامها للذكاء الاصطناعي بتآكلها. يؤكد خبراء، مثل عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت، على قيمة أن يواجه الأطفال التحديات، لأنها أحد أسباب نموهم. ويقلل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، من مخاوف الغش، واصفًا ChatGPT بأنه "حاسوب للكلمات"، ويدعو إلى تطوير تعريفات جديدة للغش، رغم اعترافه بمخاوف من تدهور الحكم النقدي لدى المستخدمين. لقد قامت OpenAI بنشاط بتسويق ChatGPT للطلاب، موفرةً حسومات ومنتجات تعليمية بهدف إيجاد توازن بين الاستخدام والمسؤولية. تختتم المقالة بأن تجربة لي أدت إلى توقيفه في كولومبيا بعد مشاركة تفاصيل جلسة التحقيق التأديبي علنًا، ورافضًا المسارات التقليدية في التكنولوجيا، أطلق هو وشانموغام أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُدعى Cluely، توفر إجابات فورية عبر فحص شاشات المستخدمين وصوتهم، مع خطط لدمجها عبر الأجهزة القابلة للارتداء وفي النهاية عبر واجهات الدماغ. مدعومة باستثمار بقيمة 5. 3 مليون دولار، تهدف Cluely إلى توسيع تسرب الذكاء الاصطناعي إلى الاختبارات المعيارية وجميع الواجبات الجامعية، معتبرةً الابتكارات في الغش انعكاسًا للتقدم التكنولوجي الذي يعيد تشكيل العمل والمعرفة. تشير أبحاث مبكرة إلى أن الآثار المعرفية للذكاء الاصطناعي مقلقة: الاعتماد على المحادثات مع الروبوت قد يضر بالذاكرة، والإبداع، والتفكير النقدي، خاصة لدى المستخدمين الشباب. وتجد الدراسات أن الثقة في الذكاء الاصطناعي ترتبط بانخفاض الجهد العقلي، ما قد يؤدي إلى تدهور طويل المدى في القدرات الذهنية، وهو ما يشبه النتائج التي وثّقتها ظاهرة فلين. ويحذر علماء النفس من أن الذكاء الاصطناعي قد بدأ بالفعل في تقليل مستوى الذكاء البشري بشكل عام، كما عبر الطلاب أنفسهم عن قلقهم من اعتمادهم عليه، رغم استمرارهم في استخدامه بشكل واسع. باختصار، ترسم المقالة صورة عن أزمة متصاعدة يواجهها التعليم العالي، حيث يتحدى الذكاء الاصطناعي التقاليد في التعلم والتقييم والنمو الفكري. بينما يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا قوية للكفاءة والابتكار، فإن اعتماده غير المنظم يهدد بتقويض الأهداف الأساسية للتعليم، ويُترك المؤسسات، والأساتذة، والطلاب أمام أسئلة أخلاقية، وعملية، ووجودية عميقة حول مستقبل المعرفة والقدرة البشرية.