قدمت دراسة حديثة إطار عمل هجين جديد يعتمد على تقنية البلوكشين معزز بالخصوصية بهدف تحسين أمان ومرونة اتفاقيات المزودين داخل شبكات الجيل السادس (6G). مع تقدم قطاع الاتصالات نحو تكنولوجيا الجيل السادس، تزداد الحاجة إلى آليات ديناميكية وموثوقة لإدارة التعاون بين مزودين متعددين للخدمات. تلبي هذه الدراسة تلك الاحتياجات من خلال اقتراح حل مبتكر يستخدم تكنولوجيا البلوكشين لإنشاء اتفاقيات آمنة ولامركزية مع ضمان الحفاظ على الخصوصية. يرتكز الإطار المقترح على دمج فريد بين سير عمل المعاملات العامة والخاصة، ويتم تنفيذه عبر منصة Hyperledger Besu، وهي حل تكنولوجيا بلوكشين للمؤسسات يُعرف بمرونته وامتثاله لمعايير الإيثيريوم. يتيح هذا الجمع نظامًا مرنًا حيث يتم تسجيل الخدمات، واختيارها، ومراقبتها بشكل لامركزي وشفاف، مع حماية المعلومات الحساسة من خلال تقنيات الحفاظ على الخصوصية. في قلب الإطار توجد عقود ذكية تعتمد على الأدوار، تشرف على التفاعلات وتفرض اتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs). تعمل هذه العقود على أتمتة العديد من جوانب اتفاقيات المزودين، بما في ذلك اكتشاف وتقارير انتهاكات SLA، الأمر الضروري للحفاظ على الثقة والمساءلة بين المشاركين. لتعزيز الخصوصية أكثر، يستخدم النظام مجموعات خصوصية تتيح إجراء معاملات خاصة بين المشاركين المحددين دون الكشف عن البيانات السرية للشبكة بأكملها. تُظهر التقييمات التجريبية الموسعة خصائص أداء الإطار.

تٌظهر التفاعلات مع البلوكشين العام استقرارًا في زمن الاستجابة، مما يدل على قدرة النظام على التعامل بكفاءة مع العمليات المفتوحة والشفافة. ومع ذلك، تضيف المعاملات الخاصة عبءًا إضافيًا، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التنسيق الخارجي (Off-chain) الضروري لإدارة الخصوصية وسرية البيانات. ومع أن هذه الزيادة في التعقيد، إلا أن الإطار يوازن بشكل فعال بين الشفافية والخصوصية، مما يثبت جدواه العملية. تقدم هذه النتائج رؤى قيمة لصناعة الاتصالات، وتبرز أن هياكل البلوكشين الهجينة المدعمة بالخصوصية تعتبر أساسًا واعدًا لأنظمة اتفاقيات موثوقة ولامركزية في شبكات الجيل السادس. من خلال تسهيل الشفافية العامة والتنسيق الخاص، يعالج الإطار تحديات حيوية تتعلق بالتعاون بين مزودين متنوعين في سياق ديناميكي ومرهف البيانات. نظرًا لتوقع أن تدعم شبكات الجيل السادس مجموعة واسعة من التطبيقات مع متطلبات صارمة من حيث الأداء والأمان، فإن حلولاً كهذا الإطار الهجيني تصبح ضرورية. إذ يدمج ميزات الأمان الفطرية للبلوكشين مع ضوابط خصوصية مخصصة ليطمئن أصحاب المصلحة أن الاتفاقيات قوية وقابلة للتحقق ومحترمة لمتطلبات السرية. ختامًا، تؤكد الدراسة على إمكانيات تقنيات البلوكشين الهجينة — لا سيما التي تستخدم منصات مثل Hyperledger Besu — في تحويل إدارة اتفاقيات المزودين في شبكات الاتصالات المستقبلية. ترسيك بنية الإطار والأداء الذي تم تقييمه أساس أنظمة إدارة مستوى خدمة (SLA) قابلة للتوسع وآمنة وواعية بالخصوصية لعصر الجيل السادس، مما يمثل خطوة مهمة نحو إنشاء نظم لامركزية وموثوقة ومرنة لخدمات الشبكة.