تُعَدد دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في مجال التعليم من خلال إدخال منهاج الذكاء الاصطناعي (AI) للأطفال بداية من المراحل المبكرة في مدارس الحكومية. تُعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع لدولة الإمارات لتصبح مركزًا رائدًا للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، وتجنب الأخطاء السابقة مثل التأخر في التكيف مع التحولات التكنولوجية السريعة، مثل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي. أكدت وزيرة التعليم سارة الأميري أن هذا التحول يهدف إلى الاستجابة بشكل استباقي للتقدمات التكنولوجية، ومنع الحكومات والمجتمعات من الوقوع غير مستعدة للاستفادات من الابتكارات الرقمية. على عكس العديد من الدول التي تقدم دروسًا في التكنولوجيا والثقافة الرقمية، فإن نهج الإمارات فريد في تقديم مفاهيم الذكاء الاصطناعي مبكرًا، مع التركيز على التفكير النقدي حول التداعيات الأخلاقية والعملية للذكاء الاصطناعي. يهدف هذا الخطة المستقبلية إلى إعداد الأطفال لمستقبل يتكامل بشكل عميق مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومع وجود حوالي 300, 000 طالب وطالبة في المدارس العامة، يمثل تنفيذ منهاج الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة قادرة على تشكيل جزء كبير من القوى العاملة المستقبلية. تدرك الإمارات، وهي دولة غنية تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، التغيرات الحادة في سوق النفط والحاجة الملحة للتنويع الاقتصادي. لذلك، تستثمر الحكومة بشكل كبير في قطاعات التكنولوجيا والابتكار.

بالإضافة إلى توسيع المعرفة بالذكاء الاصطناعي، يهدف المنهاج إلى رفع الأداء العام للطلاب من خلال دمج التعليم التقليدي مع أدوات الذكاء الاصطناعي الناشئة، مما يخلق منهجًا "موجهًا نحو المستقبل" يهدف إلى تحسين النتائج الأكاديمية وتجهيز الطلاب لمهن في مجالات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. كان من المقرر في البداية أن يكون برمجة الذكاء الاصطناعي اختيارية، nhưng وبوعي الحكومة أن الذكاء الاصطناعي هو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية—من خلال الهواتف الذكية والمساعدين الذكيين والمنصات الرقمية—تقرر الحكومة جعله جزءًا أساسيًا من المنهاج. أشارت الوزيرة الأميري إلى أهمية تعليم الأطفال التفكير بشكل نقدي حول الذكاء الاصطناعي وفهم استخدامه الأخلاقي، نظرًا لاندمابه الواسع في الأجهزة اليومية. يولي المنهاج الخاصية أهمية خاصة للاعتبارات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، حيث يعالج قضايا مثل الخصوصية والتحيز والتأثيرات الاجتماعية للتقنيات الذاتية التشغيل. يهدف هذا التعليم الأخلاقي إلى تعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي بين الأجيال الصاعدة. تتماشى مبادرة الإمارات مع الاتجاهات العالمية، حيث تدمج دول مثل الصين وفنلندا محتوى الذكاء الاصطناعي في أنظمتها التعليمية لإعداد الطلاب لسوق العمل مستقبلًا. من خلال دمج تعليم الذكاء الاصطناعي منذ المراحل الأساسية، تظهر الإمارات التزامها بالابتكار والتحول الاقتصادي. الهدف هو تنمية جيل متمكن من التكنولوجيا وذو قدرات على التفكير النقدي وتحمل المسؤولية الأخلاقية حيال الذكاء الاصطناعي، دعمًا لرؤية الدولة بتنويع اقتصادها وتأسيس نفسها كمركز للتكنولوجيا والابتكار في المنطقة. في الختام، يُعدّ منهاج الذكاء الاصطناعي في الإمارات إصلاحًا هامًا يهدف إلى إعداد الشباب لتحديات وفرص الذكاء الاصطناعي، وهو نهج استباقي يعالج المهارات التقنية والقضايا الأخلاقية، لضمان جاهزية الجيل القادم للتفاعل مع المستقبل الرقمي وصنعه.